ومهما يكن زمن الهجرة ومكانها، فالذي لا يقبل الجدل ولا يتسرب اليه الشك بوجه من الوجوه هو ثبوت الحقيقتين التاليتين ثبوتاً تاماً في نظر العلماء الأخصائيين في علم الأجناس البشرية والأنساب:
1 ـ أن الكرد أمة من الأمم الآرية ومن ذريتهم الخالصة.
2 ـ أن الكرد قدموا الى البلاد التي يسكنونها الآن منذ فجر التاريخ.
وقد حافظ الكرد على استقلالهم طيلة مدة الامبراطورية الآشورية، غير أنهم اتفقوا مع اليديين الذين استولوا على نينوى وقوضوا أركان الامبراطورية المذكورة. فاضطروا اخيراً للخضوع الى قيروش الذي افتتح بابل، حتى انهم قدموا الى خلفاء هذا الفاتح جيشاً كردياً مرتباً.
وأن أبا التاريخ هيرودوت اليوناني الذي يذكر العناصر المكونة لجيوش اكسيرس قد ذكر الجيش الكردي المذكور بهذين الاسمين: ساسبيرين، الاردينز، في حين ان المؤرخين الايرانيين يذكرونهم باسم كورداه.
ولا يظن القارىء ان الجوتو هم أصل أكراد الشمال والشمال الغربي فقط بل أكراد الجنوب والجنوب الشرقي ايضاً. لأن المدينة التي قامت في جهة كرمنشاه وهمذان هي من نوع المدنية التي خلفتها الجوتو في الشمال في كاردوكيا وميدية وفي آشورية ايضاً وذلك لأن قبيلة الكلهر الحالية تعتقد ـ وتؤيدها الآثار التي وجدت في بلادها ـ أنها من نسل " جودرز ". وهذه الكلمة تترجم بزعيم الجوتو كما ان الجوران " كوران " يعتقدون انهم من ذرية " جودرزين كيو "، الذي كان له ابن يسمى " رحام " أرسله بهمن الكياني لتخريب القدس وأسر اليهود.