رياضتنا العربية الي اين

تحليل خاص : لماذا تفشل الرياضة العربية؟؟



انتهى كأس العالم 2010 قبل شهرين من الزمان تقريباً ، ومضى المونديال تاركاً في قلوبنا حسرات كثيرة فلم يمثلنا سوى فريق عربي واحد وظهرت منتخبات أسيا أقوى بكثير مما أصبحنا عليه كعرب أسيا ومضت غاناً بعيداً ونحن نحلم بعربي أفريقي يجتاز الدور الأول منذ عام 1986.

قد لا تكون خيبة مونديال الكرة هي الخيبة الوحيدة التي نعيشها رياضياً ، فنحن نراها في ألعاب القوى ونراها حتى في الشطرنج وهي اللعبة التي لا تحتاج لتمرينات خاصة ولا إلى استعدادات في معسكر مغلق

ومدرب أجبني يهدد بالرحيل طوال اليوم كلما ابتسم في وجهه شخص ما.

ما يجعل الانسان حائراً أمام ما يجري أن كثيراً من دولنا العربية الفقير منها قبل الغني يحاول توفير ما يتوفر للدول الأخرى والتي تحقق النجاحات ، فنرى المدربين الأجانب أصحاب الخبرة ونرى المعسكرات المغلقة في كافة الدول التي يعسكر فيها الأخرون ونرى التغطية الإعلامية التي تشعر معها أننا نصنع فريقاً من سحرة الرياضة الذين سيتلقون المديح حتى أخر يوم في عمر هذه الأرض على ما سيقدمونه.

فتوفر كل شيء دون أن يتحقق كل شيء يعد مشكلة أكبر من الفشل ذاته ، فهذا يعني أن الفشل هو أفضل شيء نستطيع تحقيقه في هذه الأيام وهو أمر لا يقبله المنطق فكل انسان وكل مجتمع قادر على النجاح

وقادر على التفوق ويحدثنا بهذا التاريخ وسننه التي لن تتغير أبداً.
لو تأملنا بعيداً عن شعورنا بالحزن لما يجري بذرات الماء التي يقول لنا الكيميائيون أنها تتكون من الهيدروجين والأوكسجين ، ولكن هذا لا يعني أن وجود الهيدروجين والأوكسجين معاً بكميات هائلة يضمن توفر المياه إلا في حال كانت عملية تفاعل سليمة وإلا فلو كدسنا كل هيدروجين وأوكسجين هذا الكون فلن يكون لدينا ماء دون تفاعل...وبالمثل نفشل نحن بتحقيق أي شيء لأننا نكدس ولا نبني وبلغة الكيمياء لا نخلق تفاعلاً.

للتوضيح أكثر ، فنحن نجلب المدربين ونقنع المحترفين باللعب لنا ونوفر مليون معسكر وهو ما يشبه توفر الأوكسجين والهيدروجين لصناعة الماء...لكن يبقى أمر واحد ينقصنا وهو التفاعل بين جميع هذه العناصر ليجري الماء ونحقق المطلوب ... لكن ما هو العائق؟


فالتفاعل المطلوب للنجاح هو عملية خلق انسجام بين كافة العناصر لكنه بنفس الوقت هو عملية لها هدف واضح لا يجب الابتعاد عنه إلا بتخطيط مسبق ، فنحن عندما نفتح باب الاحتراف ونسمح بالمدربين الأجانب وننشىء البطولات ونستضيف أخرى يجب أن يكون كل هذا منصباً في قناة واحدة تسير لتحقيق الهدف وإلا فإن كل ما سبق سيكون تكديساً لا انتاجاً وإن لعب ميسي وكرستيانو رونالدو في ملاعبنا وهم في قمة مستواهم وأدار فريقهم مورينيو وساعده فيرجسون.


وبالتالي فإنه يمكن تلخيص مشكلة فشلنا الرياضي العربي كما يلي :
" نقوم بالاستحواذ على كل شيء ممكن من خبرات ومعدات لكننا لا نستحوذ عليها لهدف معين وواضح المفهوم، بل إن بعضها يتضارب مع بعضه البعض وبالتالي فإنه من الطبيعي أن لا تكون هناك فائدة حقيقية مما نقوم به".

وبالتالي فلو سألت أحد المسؤولين : " ما هو تطوير الرياضة الذي تهدف إليه ؟" ... لأجابك مباشرة " تطوير الرياضة هو أن نقوم بتطوير الرياضة" ... وطبعا الجواب دون مقاييس أو معايير ليستوجب الموقف قولك له:أقام يجهد أياماً رويته وفسر الماء بعد الجهد بالماء